الخميس، 24 مارس 2011

(القطرات الميتة).. مشروع فني لعصر المعلومات


ابتكر الفنان الألماني آرام بارتول فكرة جديدة لتبادل الملفات الإلكترونية بعيدًا عن الشبكة العنكبوتية أطلق عليها اسم مشروع "ديد دروبس" أو(القطرات الميتة)، وهو عبارة عن شبكة من شرائح ذاكرة إلكترونية (يو إس بي) مثبتة في الحوائط.
وتحوي تلك الشرائح ملفات موسيقية وملفات صور وأفلاما يمكن لأي شخص أن يقوم بتحميلها من الشريحة أو أن يقوم بنقل مواد خاصة به يريد إتاحتها للمشاركة إلى الشريحة. وكانت أول قطرة ميتة تم تثبيتها على حائط بمدينة إرفورت الألمانية.

وتعد مسألة العثور على القطرة الميتة في إرفورت كالبحث عن كنز، لكن إحدى الصور الفوتوغرافية المنشورة على الإنترنت تظهر شريحة إرفورت، وهي بارزة من جدار قديم في أحد دروب وسط المدينة القديمة التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى.

وبالقرب من كاتدرائية المدينة، يقف منزل مهجور، ومن بين ثنايا واجهته المصنوعة من الطوب الأحمر يلمع الطرف المعدني لإحدى الـ"ديد دروبس".

ويقول بارتول:
"إنه عمل فني.. لكن في الوقت نفسه، وجدت الفكرة سبيلها للثقافة العامة".

وكانت أولى شرائح بارتول قد غرست في حائط بمدينة نيويورك نهاية العام الماضي. ومنذ ذلك الحين، انتشرت الفكرة كانتشار النار في الهشيم، حيث تنتشر حاليا أكثر من 270 "ديد دروبس" في أنحاء العالم، بما في ذلك تل أبيب وجزيرة ريونيون بالمحيط الهندي ومدينة ريو دي جانيرو.

لكن ما الفكرة من المشروع؟ يقول بارتول (38 عاما): "يقوم الشخص بتوصيل الكمبيوتر المحمول (اللاب توب) الخاص به بالقطرة الميتة المثبتة في حائط بالفضاء العام، ولا يعرف أحد ماذا سيجد"، فالقطرات الميتة هي وسيلة لتبادل المعلومات خارج الشبكة العنكبوتية، وهي نقيض للعمل على الإنترنت، وأضاف: "أحب التلاعب بالمتناقضات".

وتحوي الشرائح المثبتة في الحوائط في إرفورت ملفات بها العديد من روابط الاتصال بالإنترنت وملفا صوتيا لسيمفونية بيتهوفن السابعة ومجلة لفنون الشارع وصورا وأغاني لموسيقيين محليين.

كما يترك بعض المستخدمين رسائل قصيرة. وتبلغ المساحة التي تحتلها تلك الملفات 377 ميجابايت من إجمالي مساحة الشريحة التي تبلغ 2 جيجابايت.

وقال بارتول: "لا أعرف ما الملفات التي تخزنها القطرات الميتة المنتشرة حول العالم"، فالقطرات الميتة الخاصة به تحتوي بالأساس ملفات فيديو حول الفن. 

وفي مدينة تولوز انتشر معرض فني من خلال تلك القطرات الميتة. وقام أحد الأشخاص في باريس بعمل جولة بالمدينة تأخذ الزائرين من قطرة ميتة إلى أخرى. لقد نشر المشروع نفسه بنفسه من دون أن يوجهه أحد.

ويعلم بارتول أن بعض شرائح الـ "يو إس بي" قد تستخدم لتبادل ملفات الموسيقى والأفلام بشكل غير قانوني، حيث يقول "ليست لدي أي مشكلة مع حقيقة أن أي شيء ممكن"، لكنه لم يتلق أي معلومات حول احتواء تلك الشرائح على مواد إباحية أو فيروسات. ولا يتتبع أحد مستخدمي الشرائح، حيث إن عدم الكشف عن الهوية جزء من مغامرة أن تكون مستخدما للقطرات الميتة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : الشروق المصرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق